سورة الإسراء - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الإسراء)


        


قوله عز وجل: {وكل إنسان ألزمنا طائره في عنقه} فيه قولان:
أحدهما: ألزمناه عمله من خير أو شر مثل ما كانت العرب تقوله سوانح الطير وبوارحه، والسانح: الطائر يمر ذات اليمين وهو فأل خير، والبارح: الطائر يمر ذات الشمال وهو فأل شر، وأضيف إلى العنق.
الثاني: أن طائره حظه ونصيبه، من قول العرب: طار سهم فلان إذا خرج سهمه ونصيبه منه، قاله أبو عبيدة.
{ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً} يعني كتاب طائره الذي في عنقه من خير أو شر.
ويحتمل نشر كتابه الذي يلقاه وجهين:
أحدهما: تعجيلاً للبشرى بالحسنة، والتوبيخ بالسيئة.
الثاني: إظهار عمله من خير أو شر.
{اقرأ كتابك} يحتمل وجهين:
أحدهما: لما في قراءته من زيادة التقريع والتوبيخ.
والثاني: ليكون إقراره بقراءته على نفسه.
{كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً} فيه قولان:
أحدهما: يعني شاهداً.
والثاني: يعني حاكماً بعملك من خير أو شر. ولقد أنصفك من جعلك حسيباً على نفسك بعملك.


قوله عز وجل: {مَن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه} يعني لما يحصل له من ثواب طاعته.
{ومَن ضلّ فإنما يضل عليها} يعني لما يحصل عليه من عقاب معصيته.
{ولا تزر وازِرةٌ وزر أخرى} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: لا يؤاخذ أحد بذنب غيره.
الثاني: لا يجوز لأحد أن يعصى لمعصية غيره.
الثالث: لا يأثم أحد بإثم غيره.
ويحتمل رابعاً: أن لا يتحمل أحد ذنب غيره ويسقط مأثمه عن فاعله.
{وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً} فيه وجهان:
أحدهما: وما كنا معذبين على الشرائع الدينية حتى نبعث رسولاً مبيناً، وهذا قول من زعم أن العقل تقدم الشرع.
الثاني: وما كنا معذبين على شيء من المعاصي حتى نبعث رسولاً داعياً، وهذا قول من زعم أن العقل والشرع جاءا معاً.
وفي العذاب وجهان:
أحدهما: عذاب الآخرة. وهو ظاهر قول قتادة.
الثاني: عذاب بالاستئصال في الدنيا، وهو قول مقاتل.


قوله عز وجل: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها} الآية في قوله {وإذا أردنا أن نهلك قرية} ثلاثة أقاويل:
أحدها: معناه إذا أردنا أن نحكم بهلاك قرية.
والثاني: معناه وإذا أهلكنا قرية، وقوله {أردنا} صلة زائدة كهي في قوله تعالى: {جداراً يريد أن ينقض} [الكهف: 77]
الثالث: أنه أراد بهلاك القرية فناء خيارها وبقاء شرارها.
{أمرنا مترفيها} الذي عليه الأئمة السبعة من القراء أن أمرنا مقصور مخفف، وفيه وجهان:
أحدهما: أمرنا متفريها بالطاعة، لأن الله تعالى لا يأمر إلا بها، {ففسقوا فيها} أي فعصوا بالمخالفة، قاله ابن عباس.
الثاني: معناه: بعثنا مستكبريها، قاله هارون، وهي في قراءة أبيِّ: بعثنا أكابر مجرميها.
وفي قراءة ثانية {أمّرنا مترفيها} بتشديد الميم، ومعناه جعلناهم أمراء مسلطين، قاله أبو عثمان النهدي.
وفي قراءة ثالثة {آمَرْنا مُترفيها} ممدود، ومعناه أكثرنا عددهم، من قولهم آمر القوم إذا كثروا، لأنهم مع الكثرة يحتاجون إلى أمير يأمرهم وينهاهم، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم «خير المال مهرة أو سُكة مأبورة» أي كثيرة النسل، وقال لبيد:
إن يغبطوا يهبطوا وإن أمِروا *** يوماً يصيروا إلى الإهلاك والنكد
وهذا قول الحسن وقتادة.
وفي {مترفيها} ثلاثة تأويلات:
أحدها جباروها، قاله السن.
الثاني: رؤساؤها، قاله علي بن عيسى.
الثالث: فساقها، قاله مجاهد.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8